ذبلت باسم الحــب....

ذبلت بإسم الحب

مرّت الليلة كسبقاتها تستعير من الليل ظلمته ومن الوقت روتينه الممل ,لم تستطع النوم وهي تقضي لحظاتها بين تفكير وبكاء ...

يعانق جسدها المتعب غطاء سرير امتلأ بتجاعيد رسمتها تقلبات جسدها المؤرّق نظرت إلى عقارب الساعة الساخرة الشبه واقفة تبحث عبر نظراتها التائهة عن وقت يمضي عن نوم يأتي يطفأ جمر العينين المسهدتين ...

تجلس على حافة سريرها وتنظر لشبحها في المرآة وتدع نفسها في معبد الحزن تبكي ...

وحدة ..ظلمة ...مللا" قاتلا"....

وتبحث عن مؤاساة من جدران غرفتها الفارغة إلا من أثاث لا روح له ...

ولكن الجدران كانت كقلوب البقية حجارة لا تجيد سوى سحق الجسد بحجة أنها تمنح حضنا"...حضن لا ينتج عنه إلا حطام الجسد والأحلام ...

في معيد الحزن تتأتى الذكريات المظلمة تملأ الدقائق المارة ...

ذكريات بدأت لحظة توقفها خارج حدود الزمن ...

لحظة وضعت سعادتها بين يدي روح غريبة سرقتها منها تركتها للحزن للألم ...

لم أيها القدر تجعلنا لا نرى أنياب الذئاب عندما تبين ...لم تتركنا ننجرف لموتنا ...لم تدعهم يقتلونك مرات ومرات ...؟؟

السبب دوما" وأبدا"...أننا في يوم ما منحناهم أغلى ما نملك ..قلوبنا ...

في معبد الحزن تعيد قراءة أوراق الزمن الماضي ...لحظات كانت السعادة حلما" هاربا"من قيود الدهر ..

تسربت إلى قلبها كيمامة بيضاء لا تبعث سوى السلام بهديلها الملائكي ...

تأتت إلى عالمها الرتيب معه ...مع ذلك السم الزعاف الذي يرتدي جلد ثعبان مزخرف يسحرنا بجماله دون أن نرى الثعبان فيه دون أن نحس بطعم قبلاته المميتة ...التف حول عنقها خنقها ثم طبع على شفتيها قبلته المميتة ليضمن موتها الكامل ...

لم تستشعر طعم سمه المميت ...بل جعلته يلتف حول جسدها الغض ...ويهديها قبلاته المميتة ...ليقتلها ...دون أن تحسّ...

وبالمقابل يأخذ منها كل شيء ...قلبها ...حياتها ...ويتركها زجاجا" محطما"...غير آبه بشفافيتها ...

تشعر بالاختناق

تتنهد مرات ومرات

ولكن الهواء يرفض الوصول إلى رئتيها ...

تجفف دموعها ...وتنهض ...ترتدي معطفها السميك وتغادر معبد الحزن ...

تخرج إلى أحضان الليل ..

هل جنّت يا ترى ؟ ربما فعندما يصاب المرء بحمّى الحبّ لا يفقد فقط قلبه بل يفقد أكثر من ذلك عقله ...

الساعة توقفت عند الثالثة صباحا"...

الشوارع خالية إلا من أشباح أضواء ...وهي ...

ليلتها كانت السماء تشاركها البكاء بعبرات نقية تغسل الأرض من أدرانها كما تغسل الدموع القلب من إحزانه ...

مشت ...مشت لا تدري إلى أين أو إلى متى

الماء يقطر من ثيابها والدموع تقطر من عينيها ...

ربما كانت بانتظار معجزة تجمعها معه ...

قد يظهر من خلف نافذة ما ضل الضوء طريقه إليها أو ينتظرها أمام باب مجهول من تلك الأبواب ...

لم تحس بالمطر الذي بلل ثيابها ودخل إلى جواربها وغرق به حذاءها ...لم تحس بالبرد ..الذي جمد أوصالها ...

بل تابعت المشي غير عابئة ...

وتتعثر كعادتها في إحدى حفر الدهر الكثيرة وتقع ...ويحضنها وحل الطريق ...

تنهض موحلة ...

تنظر لشبح صورتها الموحل الباكي الذي انعكس عن بقعة المياه الداكنة عبر ضوء من أضواء الشارع اليتيمة ...

كانت شخصا" آخر ؟؟؟

أهذا ما أوصلك إليه الحب ؟؟ تساءلت ...!!

حطام أنثى ...ملوث بوحل الكآبة ...

نهضت ...

لملمت من تبقى من دموعها ...

نهضت ...

داست على قلبها ...

عادت أدراجها ...اغتسلت ...انتظرت شروق الصباح ...لتشرق بحياة جديدة ...

فتحت الدفاتر القديمة ...بحثت عن عنوانه في إحدى تلك الأوراق الصفر العتيقة ...

ارتدت ثوبا"كان يحبه ...

وضعت عطره المفضل

صففت شعرها كما يعشق

وجاء صوته هامسا"عبر الذاكرة ((انك جوريّة تسحرني بجمالها))

ومضت ...أمام بابه وقفت ...

طرقت الباب ...وانتظرت ....

لم يرجف قلبها كما كان يفعل عندما يعانق نظرها مرآه ...فتأكدت بذلك من موته ...

مازال كما هو ...

قال لها :أنت !!

لم تجبه ....

رمت أمامه دفاتر ...أوراق ...وردة جففها الزمان ...

قالت له مغادرة ...

هذه أيام حياتي التي مضت ...

عشتها لأجلك

كتبتها لأجلك

أيام مرت ...وأنا أرسمك عبر الكلمات

أستحضر روحك عبر كتابات

أنتظرك مع كل نسمة آتية

مع كل ضوء يشرقه صباح لم أنم ليله

انتظرتك ...ولم تفكر أن تأتي يوما"...

لقد قتلتني كل ذلك الوقت مرة بعد مرة ...وحان الوقت لكي أعيش ...

خذ قيودك فقد اغتسلت من وحل حبك ...

ربما أكون قد تأخرت فلم يبق من العمر الكثير ...

ولكن أن تصل متأخرا"خير من أن لا تصل أبدا"...

تركته مع دمعة ...ومشت ...

عادت جوريّة ...ذبلت يوما"...باسم الحبّ...

بيلمو ايدك على هالكلمات الرائعة
وتقبل مروري